تحدّثت الآيات السابقة عن ماضي الأنبياء و أممهم، أمّا هذه الآيات فخاطبت
الجميع فقالت: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ
الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ.
الفرق بينكم أيّها الأنبياء و بين سواكم من البشر، ليس في أنّكم لا تتّصفون
بصفاتهم كالحاجة إلى الطعام و الشراب و النوم و الراحة، و إنّما بسموّكم، ففيما
يتهافت الناس على إشباع شهواتهم بما طاب و خبث و قد جعلوا من الأكل هدفهم النهائي،
زكت أنفسكم، و اختارت الطّيبات و صالح الأعمال.
بين عبارتي كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ و اعْمَلُوا
صالِحاً ارتباط واضح، فلنوع