وَ جَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ. إشارة إلى أنّ كلّ أمّة تتعرّض للهلاك، و يبقى منهم بعض الأفراد و الآثار
هنا و هناك، و أحيانا لا يبقى منهم أي أثر. و هذه الأمم المعاندة و الطاغية كانت
ضمن المجموعة الثّانية [1].
و تقول الآية في الختام، كما ذكرت الآيات السابقة فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ أجل، إنّ هذا المصير نتيجة لعدم الإيمان باللّه، فكلّ مجموعة لا إيمان لها،
معاندة و ظالمة، تبتلى بهذا المصير، فتمحق بشكل لا يبقى إلّا ذكرها في التاريخ و
أحاديث الناس.
و هؤلاء لم يكونوا بعيدين عن رحمة اللّه في هذه الدنيا فحسب، بل بعيدون عن هذه
الرحمة في الآخرة أيضا، لأنّ تعبير الآية جاء عامّا يشمل الجميع.
[1]- «الأحاديث» جمع حديث، و تفسيرها
كما مرّ أعلاه، إلّا أن البعض احتمل أن تكون جمع «أحدوثة» و تعني الأخبار المدهشة
التي يتحدّث الناس عنها. (تفسير الفخر الرازي حول الآية موضع البحث).