responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 455

«الأجل» بمعنى العمر و مدّة الشي‌ء، كأن نقول: أجل هذا الصكّ ثلاثة أشهر، أي أنّ مدّته تنتهي بعد ثلاثة أشهر، أو إلى أجل مسمّى أي إلى تاريخ محدّد.

و كما قلنا سابقا فالأجل نوعان: «المحتّم» و «المشروط»، فالأجل المحتّم انتهاء عمر الإنسان أو عمر قوم ما، و لا تغيير فيه. أمّا الأجل المشروط فيمكن أن يتغيّر حسب تغيّر الظروف فيزداد أو ينقص، و قد تحدّثنا عن ذلك سابقا بإسهاب‌ [1].

و على كلّ حال، فإنّ الآية السابقة تشير إلى «الأجل المحتّم».

و تكشف الآية التالية حقيقة استمرار بعث الأنبياء عبر التاريخ بالدعوة إلى اللّه حيث تقول: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا.

كلمة «تترا» مشتقّة من «الوتر» بمعنى التعاقب، و «تواتر الأخبار» تعني وصولها الواحد بعد الآخر، و من مجموعها يتيقّن الإنسان بصدقها، و هذه الكلمة مشتقّة في الأصل من «الوتر» بمعنى حبل القوس حيث يتّصل الحبل بالقوس من جهتيه و يقع خلفه ليقرب رأس القوس (و من حيث التركيب فإنّ كلمة «تترا» في الأصل «وترا» تبدّلت الواو فيه تاء).

و على كلّ حال فإنّ معلّمي السّماء، كانوا يتعاقبون في إرشاد الناس، إلّا أنّ الأقوام المعاندة كانوا يواصلون الكفر و الإنكار، فإنّه: كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ‌.

و عند ما تجاوز هذا الكفر و التكذيب حدّه و تمّت الحجّة عليهم. فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً.

أي أهلكنا الأمم المعاندة الواحدة بعد الاخرى و محوناهم من الوجود.

و قد تمّ محوهم بحيث لم يبق منهم سوى أخبارهم يتداول الناس‌


[1]- للاستزادة يراجع تفسير الآية الثانية من سورة الأنعام.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست