responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 442

العين في ظاهرهم، و الفارغون في واقعهم من قوم نوح عليه السّلام‌ فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ‌.

و بهذا اعتبروا أوّل عيب له كونه إنسانا فاتّهموه بالسلطوية، و حديثه عن اللّه و التوحيد و الدين و العقيدة مؤامرة لتحقيق أهدافه، ثمّ أضافوا وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً و لإتمام هذا الاستدلال الخاوي قالوا: ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ‌.

إلّا أنّ هذا الكلام الفارغ لم يؤثرّ في معنويات هذا النّبي الكبير، حيث واصل دعوته إلى اللّه، و لم يكن في عمله دليل على رغبته في الحصول على امتياز على الآخرين، أو أن يتسلّط عليهم، لهذا لجأوا إلى توجيه تهمة أخرى إليه، هي الجنون الذي كان يتّهم به جميع أنبياء اللّه عبر التاريخ، حيث قالوا:

إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ‌.

و استخدم المشركون تعبير بِهِ جِنَّةٌ ضدّ هذا النّبي المرسل أي به (نوع من أنواع الجنون) ليغطّوا على حقيقة واضحة، فكلام نوح عليه السّلام خير دليل على رجحان علمه و عقله، و كانوا يبغون- في الحقيقة- أن يقولوا: كلّ هذه الأمور صحيحة، إلّا أنّ الجنون فنون له صورا متباينة قد يقترن أحدها بالعقل!! أمّا عبارة فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ‌ فقد تكون إشارة إلى انتظار موت نوح عليه السّلام من قبل المخالفين الذين ترقّبوا موته لحظة بعد أخرى ليريحوا أنفسهم، و يمكن أن تعني تأكيدا منهم لجنونه، فقالوا: انتظروا حتّى يشفى من هذا المرض‌ [1].

و على كلّ حال فإنّ المخالفين وجّهوا إلى نوح عليه السّلام ثلاثة اتّهامات واهية متناقضة، و اعتبروا كلّ واحد منها دليلا ينفي رسالته:

الأوّل: إنّ ادّعاء البشر بأنّهم رسل اللّه ادّعاء كاذب، حيث لم يحدث مثل هذا في السابق، و لو شاء اللّه ذلك لبعث ملائكته رسلا إلى الناس!


[1]- كما قال البعض: إنّ هذه العبارة تشير إلى قولهم: ارموه في السجن زمنا و قال آخرون: إنّهم قصدوا أن يتركوه لحاله الآن. إلّا أنّ هذين التّفسيرين لا يبدوان صحيحين.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست