responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 44

بِجُنُودِهِ‌ [1].

ممّا لا ريب أنّ جيش فرعون كان مكرها في البداية على أن يسير في هذا المكان الخطير المجهول، و يتعقّب بني إسرائيل، و كانت مشاهدة مثل هذه المعجزة العجيبة كافية على الأقل أن يمتنعوا عن الاستمرار في السير في هذا الطريق، إلّا أنّ فرعون الذي ركب الغرور و العصبية رأسه، و غرق في بحر العناد و الحماقة، لم يهتمّ لهذه المعجزة الكبيرة، و أمر جيشه في المسير في هذه الطرق البحرية المربية حتّى دخل من هذه الجهة آخر جندي فرعوني، في وقت خرج من الجانب الآخر آخر فرد من بني إسرائيل.

في هذه الأثناء صدر الأمر لأمواج المياه أن ترجع إلى حالتها الأولى، فوقعت عليهم الأمواج كما تسقط البناية الشامخة إذا هدّمت قواعدها فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ‌ [2]. و بذلك فقد غاص ملك جبّار ظالم مع جنوده و جيشه القهّار في وسط أمواج الماء، و أصبحوا طعمة جاهزة لسمك البحر!.

أجل، وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ ما هَدى‌.

صحيح أنّ جملة (أضلّ) و جملة (ما هدى) تعطي معنى واحدا تقريبا، و ربّما كان هذا هو السبب في أن يعتبرها بعض المفسّرين تأكيدا، إلّا أنّ الظاهر أنّ هناك تفاوتا فيما بينهما، و هو أنّ (أضلّ) إشارة إلى الإضلال، و (ما هدى) إشارة إلى عدم الهداية بعد وضوح الضلالة.

و توضيح ذلك: إنّ القائد قد يخطئ أحيانا، و يجرّ أتباعه إلى طريق منحرف، إلّا أنّه بمجرّد أن ينتبه إلى خطئه يعيدهم إلى طريق الصواب. إلّا أنّ فرعون كان‌


[1]- و هناك احتمال آخر في تفسير الجملة آنفة الذكر، و هو أنّ الباء في (بجنوده) قد تكون بمعنى (مع)، و يصبح مجموع الجملة بهذا المعنى: إنّ فرعون قد عقّب بني إسرائيل مع جنوده، مع أنّه لا يوجد اختلاف بين هذين التّفسيرين.

[2]- «اليمّ» يعني البحر و النهر العظيم. و يعتقد بعض المحقّقين أن هذه لغة مصرية قديمة و ليست عربية. و لمزيد الإيضاح راجع هامش ذيل الآية (136) من سورة الأعراف.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست