responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 428

تقول الآيات أوّلا: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ‌ [1].

أجل، إنّ هذه الخطوة الأولى التي خلق اللّه فيها الإنسان بكلّ عظمته و استعداده و جدارته و الذي يعتبر أفضل مخلوقاته من تراب مهين لا قدر و لا قيمة له، و هكذا تجلّت قدرته سبحانه و تعالى في هذا الخلق البديع.

و تضيف الآية التالية ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ‌.

و في الواقع فانّ الآية الأولى تشير إلى بداية وجود جمع البشر من آدم و أبنائه و أنّهم خلقوا جميعا من التراب، إلّا أنّ الآية التالية تشير إلى تداوم و استمرارية نسل الإنسان بواسطة تركيب نطفة الذكر ببويضة الأنثى في الرحم.

و هذا البحث يشبه ما جاء في الآيتين السابعة و الثامنة من سورة السجدة وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ‌.

و التعبير عن الرحم ب «قرار مكين»، أي القرار الآمن، إشارة إلى أهميّة الرحم في الجسم، حيث يقع في مكان أمين محفوظ من جميع الجهات، يحفظه العمود الفقري من جهة، و عظم الحوض القوي من جهة أخرى، و أغشية البطن العديدة من جهة ثالثة، و دفاع اليدين يشكّل حرزا رابعا له. و كلّ ذلك شواهد على موضع الرحم الآمن.

ثمّ تشير الآية الثّالثة إلى المراحل المدهشة و المثيرة لتدرّج النطفة في مراحلها المختلفة، و اتّخاذها شكلا معيّنا في كلّ منها في ذلك القرار المكين، حيث تقول: إنّنا جعلنا من تلك النطفة على شكل قطعة دم متخثّر (علقة) ثمّ بدّلناها على شكل قطعة لحم ممضوغ (مضغة)، ثمّ جعلنا من هذه المضغة عظاما، و أخيرا ألبسنا هذه العظام لحما: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً.


[1]- «السلالة» على وزن «عصارة» تعني الشي‌ء الذي يستخلص من شي‌ء آخر، و هي في الحقيقة خلاصة و نتيجة منه (مجمع البيان حول الآية موضع البحث).

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست