إنّ ذكر الآيات السابقة أوصاف المؤمنين الحقيقيين، و ما يمنحهم اللّه من جزاء
عظيم يبعث في القلوب الشوق للالتحاق بصفوفهم، لكن بأي طريق؟
تبيّن الآيات موضع البحث- و قسم من الآيات التالية لها- السبيل لكسب الإيمان و
المعرفة، حيث يمسك القرآن بيد الإنسان ليأخذه إلى «عالم النفس» و ليكشف له أسرار
باطنه و هو «السير الأنفسي»، و تثير الآيات التالية لها انتباه الإنسان إلى عالم
الظاهر و المخلوقات المدهشة في عالم الوجود و سبر عالم الآفاق، و هو «السير
الآفاقي».