responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 419

باطلة أو كلام تافه، بل هم معرضون عنها، كما قال القرآن الكريم.

و تشير الآية الثّالثة إلى ثالث صفة من صفات المؤمنين الحقيقيين، و هي ذات جانب اجتماعي و مالي حيث تقول: وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ‌ [1].

ربّما تكون السورة مكّية، كما قلنا سابقا، نزلت في وقت لم تشرّع فيه الزكاة بعد بمعناها المعروف، لذلك نجد اختلافا بين المفسّرين في تفسير هذه الآية، و لكن الذي يبدو أصوب هو أنّ الزكاة لا تنحصر بالزكاة الواجبة الأداء، و إنّما هناك أنواع كثيرة منها مستحبّة، فالزكاة الواجبة شرعت في المدينة، إلّا أنّ الزكاة المستحبّة كانت موجودة قبل هذا.

و ذهب مفسّرون آخرون إلى احتمال أن تكون الزكاة واجبة كحكم شرعي في مكّة لكن دون تحديد، حيث كان الواجب على كلّ مسلم مساعدة المحتاجين بما يتمكّن، إلّا أنّه أصبح للزكاة أسلوبها الخاص عقب تشكيل الحكم الإسلامي و تأسيس بيت مال المسلمين، حيث تحدّدت أنصبتها من كلّ محصول و مال.

و أصبح لها جباة يجبونها من المسلمين بأمر من الرّسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم.

أمّا ما يراه بعض المفسّرين أمثال الفخر الرازي و الآلوسي في «روح المعاني» و الراغب الاصفهاني في مفرداته من أنّ الزكاة هنا تعني عمل الخير أو تزكية المال أو تطهير الروح، فبعيد، لأنّ القرآن المجيد كلّما ذكر الصلاة مع الزكاة يقصد بالزكاة الإنفاق المالي، و لو فسّرناه بغير هذا، فذلك يحتاج إلى قرينة واضحة لا توجد في هذه الآيات.

و رابع صفة من صفات المؤمنين هي الطهارة و العفّة بشكل تامّ، و اجتناب أي معصية جنسية، حيث تقول الآية: وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ‌ [2] يحفظونها


[1]- الزكاة تعني هنا أنّ لها مصدرا، و لهذا استعملت عبارة «فاعلون» بعدها. و قال مفسّرون آخرون: إنّه يمكن أن تعني الزكاة ذلك المعنى المعروف عنها، أي مقدار من المال، و لهذا تكون (فاعلون) بمعنى مؤدّون.

[2]- «الفروج» جمع فرج، و هو كناية عن الجهاز التناسلي.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست