responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 417

للوصول إلى هذا الفخر العظيم باكتساب صفة المؤمنين. تقول الآية قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ‌.

كلمة «أفلح» مشتقّة من الفلح و الفلاح، و تعني في الأصل الحرث و الشقّ، ثمّ أطلقت على أي نوع من النصر و الوصول إلى الهدف و السعادة بشكل عام، و الحقيقة أنّ المنتصرين يزيلون من طريقهم كلّ الموانع و الحواجز لينالوا الفلاح و السعادة، و يشقّون طريقهم لتحقيق أهدافهم في الحياة. و لكلمة الفلاح معنى واسعا بضمّ الفلاح المادّي و المعنوي، و يكون الاثنان للمؤمنين.

فالفلاح الدنيوي أن يحيا الإنسان حرّا مرفوع الرّسول عزيز النفس غير محتاج، و لا يمكن تحقيق كلّ ذلك إلّا في ظلال الإيمان و التمسّك باللّه و برحمته.

أمّا فلاح الآخرة فهو الحياة في نعيم خالد إلى جانب أصدقاء جديرين طاهرين، حياة العزّ و الرفعة.

و يلخّص الراغب الاصفهاني خلال شرحه هذه المفردة بأنّ الفلاح الدنيوي في ثلاثة أشياء: البقاء و الغنى و العزّ، و أمّا الفلاح الاخروي ففي أربعة أشياء: بقاء بلا فناء، و غناء بلا فقر، و عزّ بلا ذلّ، و علم بلا جهل.

ثمّ تشرح الآية هذه الصفات فتؤكّد قبل كلّ شي‌ء على الصلاة فتقول: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ‌.

«خاشعون» مشتقّة من خشوع، بمعنى التواضع و حالة التأدّب يتخذها الإنسان جسما و روحا بين يدي شخصيّة كبيرة، أو حقيقة مهمّة تظهر في الإنسان و تبدو علاماتها على ظاهر جسمه.

و القرآن اعتبر الخشوع صفة المؤمنين، و ليس إقامة الصلاة، إشارة منه إلى أنّ الصلاة ليست مجرّد ألفاظ و حركات لا روح فيها و لا معنى، و إنّما تظهر في المؤمن حين إقامة الصلاة حالة توجّه إلى اللّه تفصله عن الغير و تلحقه بالخالق، و يغوص في ارتباط مع اللّه، و يدعوه بتضرّع في حالة تسود جسمه كلّه، فيرى نفسه ذرّة إزاء

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست