أجل، إنّ جميع ذلك قد ثبت في كتاب علم اللّه الذي لا حدود له، كتاب عالم
الوجود و عالم العلّة و المعلول، عالم لا يضيع فيه شيء، فهو في تغيير دائم، حتّى
لو خرجت أمواج صوت ضعيف من حنجرة إنسان قبل ألفي عام فانّها لا تنعدم، بل تبقى في
هذا الكتاب الجامع لكلّ شيء بدقّة. أي إنّ كلّ ما يجري في هذا الكون مسجّل في لوح
محفوظ هو لوح العلم الإلهي، و كلّ هذه الموجودات حاضرة بين يدي اللّه سبحانه بجميع
صفاتها و خصائصها. و هذا من معاني القدرة الإلهيّة التي نلمسها في قوله تعالى: إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ.