responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 381

بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ‌ بديهي أنّ الآية هنا قصدت فئة من الكفّار لا الكفّار كلّهم، لأنّ الكثير منهم أسلموا و التحقوا بالنّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و بصفوف المسلمين.

قصدت الآية زعماء الكفّار و المعاندين و المتعصّبين بقوّة و الحاقدين الذين لم يؤمنوا قطّ، و استمرّوا في عرقلة المسيرة الإسلامية.

و تعني كلمة «مرية» الشكّ و الترديد، و تبيّن لنا الآية أنّ هؤلاء الكفرة لم يكونوا يوما على يقين ببطلان الإسلام و دعوة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم بالرغم من إظهارهم لذلك في كلماتهم، بل كانوا في شكّ من القرآن و الإسلام، إلّا أنّ تعصّبهم كان يحول دون توصّلهم إلى الحقيقة.

أمّا «الساعة» فقد ذهب البعض إلى أنّها تعني الموت و نظيره، إلّا أنّ الآيات اللاحقة بيّنت أنّ القصد ختام العالم و عشيّة يوم القيامة، و التي رافقت كلمة «بغتة».

و يقصد ب عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ‌ عقاب يوم القيامة، و قد وصف يوم القيامة بالعقم لأنّه لا يوم يليه لينهض المرء للقيام بأعمال خيّرة تعوّض عمّا فاته و تؤثّر في مصيره.

ثمّ أشارت الآية التالية إلى السيادة المطلقة لربّ العالمين يوم القيامة الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ‌ و هذا أمر ملازم للّه الحاكم الدائم و المالك المطلق، و ليس ليوم القيامة فقط، بل هو على مدى الزمان، و بما أنّ في الدنيا مالكين و حكّاما آخرين رغم محدودية ملكياتهم و سلطانهم و رغم أنّها ملكية ظاهرية و سلطان شكلي، إلّا أنّه قد يولد تصوّرا بأنّ هناك حكّاما ملّاكا غير اللّه. و لكنّ كلّ هذا يزول و تتّضح حقيقة وحدانية المالك و الحاكم يومئذ.

و بتعبير آخر: هناك نوعان من السيادة و الملكية: السيادة الحقيقيّة، و هي للخالق على المخلوق، و السيادة الاعتبارية الناتجة عن اتّفاق بين الناس، و يوجد كلا هذا النوعان في الدنيا، و لكن تزول الحكومات الاعتبارية كلّها يوم القيامة،

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست