responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 375

الإنس) يلقون بكلمات خلال قراءة كلام اللّه على الناس لتشويش الأفكار، و لإبطال أثر القرآن في الهداية و النجاة. إلّا أنّ اللّه عزّ و جلّ كان يمحو أثر هذه الإلقاءات و يثبت آياته. و ينسجم هذا التّفسير مع عبارة ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ‌ و كذلك يساير (وفقا لبعض التبريرات) أسطورة الغرانيق التي سيرد ذكرها.

و لم تستعمل «تمنّي، و أمنية» بمعنى التلاوة إلّا نادرا، و لم ترد في القرآن بهذا المعنى قطّ. «تمنّي» مشتقة من «منى» على وزن «مشى» و أصلها تعني التقدير و الفرض. و سمّيت نطفة الرجل ب «المني» لأنّ تقدير كيان الفرد يفرض فيها. و يقال للموت «منيّة» لأنّه يحلّ فيه الأجل المقدّر للإنسان، و لهذا تستعمل كلمة «تمنّى» لما يصوّره الإنسان في مخيّلته و التي يطمح إلى تحقّقها. و خلاصة القول: إنّ أصل هذه الكلمة هي التقدير و الفرض و التصوّر، أينما استخدمت.

و يمكن ربط معنى التلاوة بهذه الكلمة، فيقال: التلاوة تشمل التقدير و التصوّر للكلمات، إلّا أنّها رابطة بعيدة لا أثر لها في كلمات العرب.

أمّا المعنى الذي ذكرناه لتفسير الآية (برامج الأنبياء و مخطّطاتهم للوصول إلى الأهداف الإلهيّة) فإنّه يناسب المعنى الأصلي للكلمة «تمنّى».

و ثالث احتمال في تفسير الآية أعلاه هو ما ذكره بعض المفسّرين و رأى فيه أنّه إشارة إلى بعض الأخطار و الوساوس الشيطانية التي تلقى في لحظة عبارة في أذهان الأنبياء الطاهرة النيّرة.

و بما أنّهم معصومون و منصورون بقوّة غيبيّة و إمدادات إلهيّة، فإنّ اللّه يمحو أثر هذه الإلقاءات من أفكارهم و يهديهم إلى الصراط المستقيم.

إلّا أنّ هذا التّفسير لا ينسجم مع الآيتين الثّانية و الثّالثة ممّا نحن بصدده، و القرآن اعتبر هذه الإلقاءات الشيطانية وسيلة إمتحان للكفرة و المؤمنين الواعين على السواء، و لا أثر لها في قلوب الأنبياء لما يمحو اللّه عنها من إلقاءات الشياطين.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست