responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 365

رسلها أيضا، و أضافت: وَ قَوْمُ إِبْراهِيمَ وَ قَوْمُ لُوطٍ.

و كذلك كذّب أهالي مدينة «مدين» نبيّهم «شعيب»، و كذّب فرعون و قومه نبيّهم «موسى» وَ أَصْحابُ مَدْيَنَ وَ كُذِّبَ مُوسى‌.

و إنّ هذه المعارضة و التكذيب لن تؤثّر في روحك الطاهرة و نفسك المطمئنة، مثلما لم تؤثّر في أنبياء كبار قبلك و لم تعق مسيرتهم التوحيديّة و دعوتهم إلى الحقّ و العدل قطّ.

إلّا أنّ هؤلاء الكفرة الأغبياء يتصوّرون إمكانية مواصلة هذه الأساليب المخزية. فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ‌ أجل، أمهل اللّه الكافرين ليؤدّوا امتحانهم و ليتمّ الحجّة عليهم فأغرقهم بنعمته، ثمّ حاسبهم حسابا عسيرا. فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ [1] و رأيت كيف أنكرت عليهم أعمالهم، و بيّنت لهم أعمالهم القبيحة، لقد سلبت منهم نعمتي و جعلتهم على أسوأ حال ... سلبتهم سعادتهم الدنيوية و عوّضتهم بالموت.

آخر الآية موضع البحث يبيّن اللّه تعالى كيفيّة عقاب الكفّار بجملة موجزة ذات دلالة واسعة فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَ هِيَ ظالِمَةٌ و أضافت الآية أنّ سقف بيوتها قد باتت أسفل البناء: فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى‌ عُرُوشِها.

أي إنّ الواقعة كانت شديدة حتّى أنّ السقوف انهارت أوّلا ثمّ الجدران على السقوف‌ وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ فما أكثر الآبار الرويّة بمياهها العذبة، و لكنّها غارت في الأرض بعد هلاك أصحابها فأصبحت معطّلة لا نفع فيها.

وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ [2] أجل ما أكثر القصور المشيدة التي ارتفعت شاهقة و زينت،


[1]- النكير تعني الإنكار و هنا تعني فرض العقاب.

[2]- «المشيد» مشتقّة من «شيد» على وزن «عيد» ذات معنيين: أوّلهما الارتفاع، و الثّاني الجصّ، فتعني لفظة «قصر مشيد» القصر المرتفع.

و المعنى الثّاني القصر الذي بني على أسس ثابتة قويّة ليصان من حوادث الزمان، و بما أنّ معظم منازل ذلك العصر تبنى من اللبن، فإنّ المنزل الذي يبنى بالجصّ يكون أقوى من هذه البيوت و يكون متميّزا عنها.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست