قيودا أو شرطا ما، فهي تضمّ طواف الحجّ و طواف النساء، حتّى أنّها تشمل طواف
العمرة أيضا [1].
في وقت يرى مفسّرون آخرون أنّ الآية تقصد طواف الزيارة فقط، الذي يجب على
الحاج بعد إحلاله من إحرام الحجّ [2].
إلّا أنّ الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام تفيد أنّ القصد هنا
طواف النساء،
ففي حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام في تفسير وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَ
لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ قال:
«طواف النساء» [3].
كما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام حديث بهذا المعنى [4].
و هذا الطواف يسمّى عند أهل السنّة طواف الوداع.
و مع ملاحظة هذه الأحاديث يبدو التّفسير الأخير هو الأقوى، خاصّة إذا عبّر
بهذا المعنى أيضا في تفسير ثُمَّ
لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ. حيث يجب إضافة إلى تطهير
البدن من القذارة و الشعر الزائد، استعمال العطر أيضا. و من المعلوم أنّه لا يجوز
استعمال العطور في الحجّ إلّا بعد إتمام الطواف و السعي، أو عند ما لا يكون طواف
بذمّة الحاج إلّا طواف النساء.
و أشارت الآية الأخيرة إلى خلاصة ما بحثته الآيات السالفة الذكر، حيث تبدأ
بكلمة «ذلك» التي لها جملة محذوفة تقديرها «كذلك أمر الحجّ و المناسك» ثمّ تضيف
تأكيدا لأهميّة الواجبات التي شرحت وَ مَنْ
يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ.
و المقصود هنا ب «الحرمات»- طبعا- أعمال و مناسك الحجّ، و يمكن أن