responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 311

فقتلوا بحسب ترتيبهم «الوليد بن عتبة» و «عتبة بن ربيعة» و «شيبة بن ربيعة» فنزلت هذه الآية لتبيّن مصير الذين اشتركوا في هذه المبارزة.

كما روي أنّ أبا ذر أقسم بأنّ هذه الآية نزلت بحقّ هؤلاء الرجال‌ [1]، إلّا أنّنا نكرّر قولنا ثانية بأنّ سبب النّزول الخاصّ بشخص أو جماعة معيّنة لا يمنع أن يكون مضمون الآية عامّا يشمل الجميع.

التّفسير

خصمان متقابلان!

أشارت الآية السابقة إلى المؤمنين و طوائف مختلفة من الكفّار، و حدّدتهم بستّ فئات. أمّا هنا فتقول: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ‌ [2] أي أنّ الخصام بين مجموعتين، هما: طوائف الكفّار الخمس من جهة، و المؤمنون الحقيقيّون من جهة أخرى. و إذا تفحصنا الأمر وجدنا أساس الخلاف بين الأديان في ذات اللّه تعالى و صفاته، و هو يمتدّ إلى الخلاف في النبوّة و المعاد. لهذا لا ضرورة إلى القول بأنّ الناس مختلفين في دين اللّه. إذ أنّ أساس الخلاف و جذوره يعود إلى الخلاف في توحيده تعالى فقط. فجميع الأديان قد حرّفت، و الباطل منها قد اختلط بنوع من الشرك، و بدت دلائله في جميع اعتقادات أصحاب هذه الأديان.

ثمّ تبيّن الآية أربعة أنواع من عقاب الكافرين المنكرين للّه تعالى بوعي منهم، و العقاب الأوّل حول لباسهم، فتقول الآية: فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ و يمكن أن تكون هذه العبارة إشارة إلى لباسهم الذي أعدّ لهم من قطع من نار، أو كناية عن إحاطة نار جهنّم بهم من كلّ جانب.


[1]- ذكر ذلك الطبرسي في «مجمع البيان» و الفخر الرازي في «التّفسير الكبير» و الألوسي في «روح المعاني» و السيوطي في «أسباب النّزول» و القرطبي في تفسيره.

[2]- كلمة «خصمان» مثنّى أمّا فعلها «اختصموا» فجاء بصيغة جمع، و السبب يكمن في أنّ هذين ليسا شخصين، بل فئتين، إضافة إلى كون الفئتين ليس في صفّين و إنّما في صفوف مختلفة، و تنهض كلّ مجموعة لمبارزة الآخرين.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست