«إنّ المجوس كان لهم نبي فقتلوه، و
كتاب أحرقوه» [1].
و
جاء في حديث آخر عن «الأصبغ» بن نباتة» أنّ
عليا قال على المنبر:
سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه الأشعث «المنافق المعروف)، فقال:
يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ الجزية من المجوس و لم ينزل عليهم كتاب و لم يبعث
إليهم نبيّ؟ فقال عليه السّلام: «بلى يا أشعث قد أنزل اللّه عليهم كتابا و بعث
إليهم نبيّا». الحديث [2].
و
في حديث عن الإمام علي بن الحسين عليه السّلام قال: «إنّ رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم قال: سنّوا بهم
سنّة أهل الكتاب يعني المجوس» [3].
و «المجوس» جمع مفرده «مجوسي».
3- من هم الصابئة؟
يستفاد من الآية السابقة، و لا سيّما من ذكر الصابئة بين اليهود و النصارى،
أنّ الصابئة أصحاب دين سماوي. و قيل: إنّهم أتباع يحيى بن زكريا عليه السّلام الذي
يسمّيه المسيحيون «يحيى المعمدان» و قيل: إنّ الصابئة مزجوا بين العقيدتين
اليهودية و النصرانية، فعقيدتهم وسط بين أولئك و هؤلاء.
يهتمّ الصابئة بالماء كثيرا، و لهذا ترى معظمهم يعيشون على ضفاف الأنهر
الكبيرة، و ذكر أنّهم يقدّسون بعض النجوم، و لهذا اتّهموا بعبادة النجوم. رغم أنّ
الآية السابقة لم تضعهم في صفّ المشركين (إيضاحا لذلك يراجع التّفسير الأمثل في
تفسير الآية 62 من سورة البقرة).
[1]- وسائل الشيعة المجلّد الحادي
عشر- أبواب جهاد العدو- الباب 49 صفحة 96.
[2]- وسائل الشّيعة، المجلد الحادي
عشر، ص 98، أبواب جهاد العدو الباب 49، الحديث 7.