responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 295

و عبارة «على حرف» ربّما تكون إشارة إلى أنّ إيمانهم باللسان فقط، و أنّ قلوبهم لم تر بصيصا من نوره إلّا قليلا، و قد تكون إشارة إلى أنّ هذه المجموعة تحيا على هامش الإيمان و الإسلام و ليس في عمقه، فأحد معاني «الحرف» هو حافّة الجبل و الأشياء الاخرى. و الذي يقف على الحافّة لا يمكنه أن يستقرّ. فهو قلق في موقفه هذا، يمكن أن يقع بهزّة خفيفة، و هكذا ضعاف الإيمان الذين يفقدون إيمانهم بأدنى سبب.

ثمّ تناول القرآن الكريم عدم ثبات الإيمان لدى هؤلاء الأشخاص‌ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى‌ وَجْهِهِ‌ [1] إنّهم يطمئنون إذا ضحكت لهم الدنيا و غمرتهم بخيراتها! و يعتبرون ذلك دليلا على أحقّية الإسلام.

إلّا أنّهم يتغيّرون و يتّجهون إلى الكفر إن امتحنوا بالمشاكل و القلق و الفقر، فالدين و الإيمان لديهم وسيلة للحصول على ما يبتغون في هذه الدنيا، فإن تمّ ما يبغونه كان الدين حقّا، و إلّا فلا.

و ذكر «ابن عبّاس» و مفسّرون قدماء سبب نزول هذه الآية: «أنّها نزلت في أعراب كانوا يقدمون على النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلم بالمدينة مهاجرين من باديتهم، فكان أحدهم إذا صحّ بها جسمه و نتجت فرسه مهرا حسنا. و ولدت امرأته غلاما و كثر ماله و ماشيته، رضي به و اطمأنّ إليه، و إن أصابه وجع و ولدت امرأته أنثى أو أجهضت فرسه أو ذهب ماله أو تأخّرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان و قال له: ما جاءتك هذه الشور إلّا بسبب هذا الدين. فينقلب عن دينه» [2].

و ممّا يلفت النظر أنّ القرآن الكريم يعبّر عن إقبال الدنيا على هؤلاء الأشخاص بالخير. و عن إدبارها بالفتنة (وسيلة الامتحان) و لم يطلق عليها كلمة


[1]- كلمة «انقلب» في جملة «انقلب على وجهه» تعني التراجع. و يمكن أن تكون إشارة إلى ترك الإيمان تماما، حتّى إنّه لا يعود إليه. فهو غريب عن الإيمان دوما.

[2]- تفسير الفخر الرازي، المجلّد الثّالث و العشرون، ص 13، و تفسير القرطبي، المجلّد السادس، ص 4409.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست