responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 283

الجسماني: أحدهما التغيّرات التي تحدث في مراحل تكوين الجنين، و الآخر هو التغيّرات التي تحدث في الأرض عند خروج النبات.

و القرآن شرح صورا للمعاد ممّا يلمسه الناس في هذه الدنيا، و يرونه بامّ أعينهم، إلّا أنّهم لم ينتبهوا لذلك، ليعلموا أنّ الحياة بعد الموت ليست ضربا من الخيال، بل هي حادثة فعلا مشهودة للعيان، و الخطاب القرآني يعمّ جميع الناس بنوره‌ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ [1] كلّ ذلك من أجل أن نوضّح لكم حقيقة قدرتنا على القيام بأي عمل‌ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ‌.

فتبقى الأجنّة في الأرحام إلى مدّة معلومة نحن نحدّدها لتمرّ بمراحل تكاملها. و نسقط ما نريد منها فنخرجها من الأرحام في وسط الطريق قبل أن تكمل‌ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى‌ أَجَلٍ مُسَمًّى‌ ثمّ تبدأ الأجنّة مرحلة تطوّر جديدة. لنخرجكم أطفالا من أرحام أمّهاتكم.

ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا و بهذا تنتهي مرحلة حياتكم المحدّدة في بطون أمّهاتكم.

فتضعون أقدامكم في محيط أوسع مملوء بالنور و الصفاء، و إمكانات واسعة جدّا، إلّا أنّ تكاملكم يستمرّ في قطع المسافات بسرعة لتبلغوا الهدف، ألا و هو الرّشد و الكمال الجسمي و العقلي. ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ‌.

و هنا يتبدّل الجهل إلى علم، و الضعف إلى قوّة، و التبعيّة إلى الاستقلال، لكن مسيرة حياتكم تطوى و تستمر فبعضكم يودّع الحياة بينما يستمرّ آخرون حتّى المرحلة الأخيرة من الحياة، أي مرحلة الشيخوخة بعد تكاملهم: وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى‌ أَرْذَلِ الْعُمُرِ.

أجل، فالمرء يصل إلى مرحلة لا يتذكّر فيها شيئا، حيث يسيطر عليه النسيان،


[1]- «المضغة» مشتقة من «المضغ» و تعني مقدارا من اللحم يمكن للإنسان مضغه في لقمة واحدة. و هذا تشبيه رائع للجنين في المرحلة التي تعقب مرحلة العلقة.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست