responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 28

الخاص الذّي ظهر هناك، كان يظهر لأعين الناس و يجسّد لهم أنّ هذه الجمادات قد و لجتها الروح، و هي تتحرّك الآن. (و تعبير سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ‌ إشارة إلى هذا المعنى أيضا، و كذلك تعبير يُخَيَّلُ إِلَيْهِ‌ يمكن أن يكون إشارة إلى هذا المعنى أيضا).

على كلّ حال، فإنّ المشهد كان عجيبا جدّا، فإنّ السّحرة الذين كان عددهم كبيرا، و تمرسهم و اطلاعهم في هذا الفن عميقا، و كانوا يعرفون جيدا طريقة الاستفادة من خواص هذه الأجسام الفيزيائية و الكيميائية الخفيّة، استطاعوا أن ينفذوا إلى أفكار الحاضرين ليصدّقوا أنّ كلّ هذه الأشياء الميتة قد ولجتها الروح.

فعلت صرخات السرور من الفراعنة، بينما كان بعض الناس يصرخون من الخوف و الرعب، و يتراجعون إلى الخلف.

في هذه الأثناء فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى‌ و كلمة «أوجس» أخذت من مادّة (إيجاس) و في الأصل من (وجس) على وزن (حبس) بمعنى الصوت الخفي، و بناء على هذا فإنّ الإيجاس يعني الإحساس الخفي و الداخلي، و هذا يوحي بأنّ خوف موسى الداخلي كان سطحيّا و خفيفا، و لم يكن يعني أنّه أولى اهتماما لهذا المنظر المرعب لسحر السّحرة، بل كان خائفا من أن يقع الناس تحت تأثير هذا المنظر بصورة يصعب معها إرجاعهم إلى الحقّ.

أو أن يترك جماعة من الناس الميدان قبل أن تتهيّأ الفرصة لموسى لإظهار معجزته، أو أن يخرجوهم من الميدان و لا يتضح الحقّ لهم، كما نقرأ

في خطبة الإمام علي عليه السّلام الرقم (6) من نهج البلاغة: «لم يوجس موسى عليه السّلام خيفة على نفسه، بل أشفق من غلبة الجهّال و دول الضلال» [1].

و مع ما قيل لا نرى ضرورة لذكر الأجوبة الأخرى التي قيلت في باب خوف موسى عليه السّلام.


[1]- لقد قال الإمام علي عليه السّلام هذا الكلام في وقت كان قلقا من انحراف الناس، و يشير إلى هذه الحقيقة، و هي أنّ قلقي ليس نابعا من شكّي في الحقّ.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست