responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 27

إلّا أنّ هذا الموضوع يبد و بعيدا جدّا، لأنّ هؤلاء كانوا يسعون بكلّ ما أوتوا من قوّة لأن يسحقوا و يحطّموا موسى و معجزته، و بناء على هذا فإنّ التعبير آنف الذكر ربّما كان لإظهار اعتمادهم على أنفسهم أمام الناس.

غير أنّ موسى عليه السّلام بدون أن يبدي عجلة، لاطمئنانه بأنّ النصر سوف يكون حليفه، بل و بغضّ النظر عن أنّ الذي يسبق إلى الحلبة في هذه المجابهات هو الذي يفوز قالَ بَلْ أَلْقُوا. و لا شكّ أنّ دعوة موسى عليه السّلام هؤلاء إلى المواجهة و عمل السحر كانت مقدّمة لإظهار الحقّ، و لم يكن من وجهة نظر موسى عليه السّلام أمرا مستهجنا، بل كان يعتبره مقدّمة لواجب.

فقبل السّحرة ذلك أيضا، و ألقوا كلّ ما جلبوه معهم من عصي و حبال للسحر في وسط الساحة دفعة واحدة، و إذا قبلنا الرّواية التي تقول: إنّهم كانوا آلاف الأفراد، فإنّ معناها أنّ في لحظة واحدة ألقيت في وسط الميدان آلاف العصي و الحبال التي ملئت أجوافها بمواد خاصة فَإِذا حِبالُهُمْ وَ عِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى‌! أجل، لقد ظهرت بصورة أفاع و حيّات صغيرة و كبيرة متنوّعة، و في أشكال مختلفة و مخيفة، و نقرأ في الآيات الأخرى، من القرآن الكريم في هذا الباب:

سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَ اسْتَرْهَبُوهُمْ وَ جاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ‌ [1] و بتعبير الآية (44) من سورة الشعراء: وَ قالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ‌.

لقد ذكر كثير من المفسّرين أنّ هؤلاء كانوا قد جعلوا في هذه الحبال و العصي موادا كالزئبق الذي إذا مسّته أشعّة الشمس و ارتفعت حرارته و سخن، فإنّه يولّد لهؤلاء- نتيجة لشدّة فورانه- حركات مختلفة و سريعة «إنّ هذه الحركات لم تكن سيرا و سعيا حتما، إلّا أن إيحاءات السّحرة التي كانوا يلقنونها الناس، و المشهد


[1]- الأعراف، 116.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست