responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 225

أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‌.

و كلمة «الضرّ». تطلق على كلّ سوء و أذى يصيب روح الإنسان أو جسمه، و كذلك لنقص عضو، و ذهاب مال، و موت الأعزّة و انهيار الشخصيّة و أمثال ذلك، و كما سنقول فيما بعد، فإنّ أيّوب قد ابتلي بكثير من هذه المصائب.

إنّ أيّوب- كسائر الأنبياء- يظهر أقصى حالات الأدب و الخضوع أمام اللّه عند الدعاء لرفع هذه المشاكل المضنية المجهدة، و لا يعبّر بتعبير تشمّ منه رائحة الشكوى، بل يقول فقط: إنّي ابتليت بهذه المصائب و أنت أرحم الراحمين، فهو حتّى لا يقول: حلّ مشكلتي، لأنّه يعلم أنّه جليل عظيم، و هو يعرف حقّ العظمة.

و تقول الآية التالية: فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ آتَيْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ ذِكْرى‌ لِلْعابِدِينَ‌ ليعلم المسلمون أنّ المشاكل كلّما زادت، و كلّما زادت الابتلاءات، و كلّما زاد الأعداء من ضغوطهم و ضاعفوا قواهم، فإنّها جميعا ترفع و تحلّ بنظرة و منحة من لطف اللّه، فلا تجبر الخسارة و حسب، بل إنّ اللّه سبحانه يعطي الصابرين أكثر ممّا فقدوا جزاء لصبرهم و ثباتهم، و هذا درس و عبرة لكلّ المسلمين، و خاصة المسلمين الذين كانوا تحت محاصرة العدو الشديدة، و تحت ضغط المشاكل عند نزول هذه الآيات.

بحوث‌

1- لمحة من قصّة أيّوب‌

في حديث عن الإمام الصّادق عليه السّلام إنّ رجلا سأله عن بليّة أيّوب لأي علّة كانت؟ فأجابه بما ملخّصه. إنّ هذا الابتلاء لم يكن لكفران نعمة، بل على العكس من ذلك، فإنّه كان لشكر نعمة حسده عليها إبليس، فقال لربّه: يا ربّ إنّ أيّوب لم يودّ إليك شكر هذه النعمة إلّا بما أعطيته من الدنيا، و لو حرمته دنياه ما أدّى إليك‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست