بعد الحوادث و الوقائع المتعلّقة بموسى و هارون و إبراهيم و نوح و لوط عليهم
السّلام، تشير هذه الآيات إلى جانب من حياة داود و سليمان، و في البداية أشارت
إشارة خفيّة إلى حادث قضاء و حكم صدر من جانب داود و سليمان، فتقول: وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ
إِذْ نَفَشَتْ[1] فِيهِ
غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ.
و بالرغم من أنّ القرآن قد ألمح إلى هذه المحكمة لمحة خفيّة، و اكتفى بإشارة
[1]- «نفشت» من مادّة نفش على وزن
(حرب) أي التفرّق و التبعثر في الليل، و لمّا كان تفرّق الأغنام في الليل، و في
مزرعة سيقترن بالتهام نباتها حتما لذا قال البعض: إنّها الرعي في الليل، و «نقش»
(على وزن علم) تعني الأغنام التي تتفرّق في الليل.