responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 213

و الاستهزاء و الأذى.

و تضيف الآية التالية: وَ نَصَرْناهُ‌ [1] مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ‌ إنّ هذه الجملة تؤكّد مرّة أخرى على حقيقة أنّ العقوبات الإلهيّة لا تتّصف بصفة الانتقام مطلقا، بل هي على أساس انتخاب الأصلح، أي إنّ حقّ الحياة و التنعّم بمواهب الحياة لأناس يكونون في طريق التكامل و السير إلى اللّه، أو انّهم إذا ساروا يوما في طريق الانحراف انتبهوا إلى أنفسهم و رجعوا إلى جادة الصواب. أمّا أولئك الفاسدون الذين لا أمل مطلقا في صلاحهم في المستقبل، فلا مصير و لا جزاء لهم إلّا الموت و الفناء.

ملاحظة

الجدير بالذكر أنّ هذه السورة ذكرت آنفا قصة «إبراهيم» و «لوط» و كذلك سوف تذكر قصتي «أيّوب» و «يونس»، و قد ذكرت آنفا قصّة نوح عليه السّلام و في جميعها تذكر مسألة نجاتهم و خلاصهم من الشدائد و المحن و الأعداء.

و كأنّ منهج هذه السورة بيان منتهى رعاية اللّه و حمايته لأنبيائه و إنقاذهم من الكروب، ليكون ذلك تسلية للرسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله و سلم، و أملا للمؤمنين، و بملاحظة أنّ هذه السورة مكّية، و أنّ المسلمين كانوا حينئذ في شدّة و كرب فستتجلّى أهميّة هذا الموضوع أكثر ...


[1]- إن فعل (نصر) يعدّى عادة ب (على) إلى مفعول ثان، فيقال مثلا: اللّهم انصرنا عليهم. أمّا هنا فقد استعملت كلمة (من)، و ربّما كان ذلك من أجل أنّ المراد النصرة المقترنة بالنجاة، لأنّ مادّة النجاة تتعدّى ب (من).

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست