لمّا كان لوط من أقرباء إبراهيم و ذوي أرحامه، و من أوائل من آمن به، فقد
أشارت الآيتان بعد قصّة إبراهيم عليه السّلام إلى جانب من اجتهاده و سعيه في طريق
إبلاغ الرسالة، و المواهب التي منحها اللّه سبحانه له، فتقول: وَ لُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً[1].
لفظة (الحكم) جاءت في بعض الموارد بمعنى أمر النبوّة و الرسالة، و في موارد
أخرى بمعنى القضاء، و أحيانا، بمعنى العقل، و يبدو أنّ الأنسب هنا من بين هذه
المعاني هو المعنى الأوّل، مع إمكانية الجمع بين هذه المعاني هنا.
و المراد من العلم كلّ العلوم التي لها أثر في سعادة و مصير الإنسان.
[1]- لقد نصبت كلمة (لوط) لأنّها
مفعول لفعل مقدّر، يمكن أن يكون تقديره: (آتينا) أو (اذكر).