responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 183

مهمّا من حياة إبراهيم عليه السّلام و مواجهته لعبدة الأصنام، فتقول أوّلا: وَ لَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا بِهِ عالِمِينَ‌.

«الرشد» في الأصل بمعنى السير إلى المقصد و الغاية، و من الممكن أن يكون هنا إشارة إلى حقيقة التوحيد، و أنّ إبراهيم عرفها و اطّلع عليها منذ سني الطفولة.

و قد يكون إشارة إلى كلّ خير و صلاح بمعنى الكلمة و الواسع.

و التعبير ب مِنْ قَبْلُ‌ إشارة إلى ما قبل موسى و هارون عليهما السّلام.

و جملة وَ كُنَّا بِهِ عالِمِينَ‌ إشارة إلى مؤهّلات و استعدادات إبراهيم لاكتساب هذه المواهب، و في الحقيقة إنّ اللّه سبحانه لا يهب موهبة عبثا و بلا حكمة، فإنّ هذه المؤهّلات استعداد لتقبّل المواهب الإلهيّة، و إن كان مقام النبوّة مقاما موهوبا.

ثمّ أشارت إلى أحد أهمّ مناهج إبراهيم عليه السّلام، فقالت: إنّ رشد إبراهيم قد بان عند ما قال لأبيه و قومه- و هو إشارة إلى عمّه آزر، لأنّ العرب تسمّي العمّ أبا- ما هذه التماثيل التي تعبدونها؟ إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ‌.

لقد حقّر إبراهيم عليه السّلام الأصنام التي كان لها قدسيّة في نظر هؤلاء بتعبير ما هذِهِ‌ [1] أوّلا، و ثانيا بتعبير التَّماثِيلُ‌ لأنّ التمثال يعني الصورة أو المجسّمة التي لا روح لها. و يقول تاريخ عبادة الأصنام: إنّ هذه المجسّمات و الصور كانت في البداية ذكرى للأنبياء و العلماء، إلّا أنّها اكتسبت قدسيّة و أصبحت آلهة معبودة بمضي الزمان.

و جملة أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ‌ بملاحظة معنى «العكوف» الذي يعني الملازمة المقترنة بالاحترام، توحي بأنّ أولئك كانوا يحبّون الأصنام، و يطأطئون رؤوسهم في حضرتها و يطوفون حولها، و كأنّهم كانوا ملازميها دائما.


[1]- إنّ التعبير ب (ما) في مثل هذه الموارد يشير عادة إلى غير العاقل، و اسم الإشارة القريب أيضا يعطي معنى التحقير أيضا، و إلّا كان المناسب الإشارة إلى البعيد.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست