responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 167

آلِهَتَكُمْ‌ [1] وَ هُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ‌.

ممّا يثير العجب هو إنّه لو ازدرى أحد هذه الأصنام الخشبية و الحجرية (و ما هو بمزدر لها، بل يفصح عن حقيقتها) فيقول: إنّ هذه موجودات لا روح فيها و لا شعور و لا قيمة لها، لتعجبوا منه، أمّا إذا جحد أحدهم ربّه الرحمن الرحيم الذي عمّت آثار رحمته و عظمته الأرض و السّماء و ما من شي‌ء إلّا و فيه دليل على عظمته و رحمته، لما أثار إعجابهم!! نعم، إنّ الإنسان إذا إعتاد أمرا و تطبّع عليه و تعصّب له فإنّه سيتقدّس في نظره و إن كان أسوء الأمور، و إذا عادى شيئا فسيبدو سيّئا في نظره تدريجيّا و إن كان أجمل الأمور و أحبّها.

ثمّ تشير إلى أمر آخر من الأمور القبيحة لدى هذا الإنسان المتحلّل، فتقول:

خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ‌. و بالرغم من اختلاف المفسّرين في تفسير كلمتي (إنسان) و (عجل)، و لكن من المعلوم أنّ المراد من الإنسان هنا نوع الإنسان- طبعا الإنسان المتحلّل و الخارج عن هداية القادة الإلهيين و حكومتهم- و المراد من «عجل» هي العجلة و التعجيل، كما تشهد الآيات التالية على هذا المعنى، و كما نقرأ في مكان آخر من القرآن: وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا [2].

إنّ تعبير خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ‌ في الحقيقة نوع من التأكيد، أي إنّ الإنسان عجول إلى درجة كأنّه خلق من العجلة، و تشكّلت أنسجته و وجوده منها! و في الواقع، فإنّ كثيرا من البشر العاديين هم على هذه الشاكلة، فهم عجولون في الخير و في الشرّ، و حتّى حين يقال لهم: إذا ارتكبتم المعاصي و كفرتم سيأخذكم العذاب الإلهي، فإنّهم يقولون: فلما ذا لا يأتي هذا العذاب أسرع؟!


[1]- العجيب هنا أنّ هؤلاء كانوا يقولون‌ أَ هذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ‌ و لم يرضوا أن يذكروا في عبارتهم كلمة (سوء) فيقولون:

يذكر آلهتكم بسوء!

[2]- الإسراء، 11.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست