responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 164

و استعملت أحيانا في خصوص روح الإنسان كما في‌ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ‌ [1].

و من الواضح أنّ المراد من النفس في الآيات التي نبحثها هو المعنى الثّاني، و بناء على هذا فإنّ المراد هو بيان قانون الموت العام في حقّ البشر، و بذلك لا يبقى مجال للإشكال على الآية بأنّ التعبير بالنفس يشمل اللّه أو الملائكة أيضا فكيف نخصّص الآية و نخرج اللّه و الملائكة منها؟ [2].

و بعد ذكر قانون الموت الكلّي يطرح هذا السؤال، و هو: ما هو الهدف من هذه الحياة الزائلة؟ و أي فائدة منها؟

فيقول القرآن حول هذا الكلام: وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ‌ أي إنّ مكانكم الأصلي ليس هو هذه الدنيا، بل هو مكان آخر، و إنّما تأتون هنا لتؤدّوا الاختبار و «الامتحان»، و بعد اكتسابكم التكامل اللازم سترجعون إلى مكانكم الأصلي و هو الدار الآخرة.

و ممّا يسترعي النظر أنّ «الشرّ» مقدّم على «الخير» من بين المواد الامتحانية، و ينبغي أن يكون كذلك، لأنّ الامتحان الإلهي و إن كان تارة بالنعمة و أخرى بالبلاء، إلّا أنّ من المسلّم أنّ الامتحان بالبلاء أشدّ و أصعب.

و أمّا «الشرّ» فإنّه لا يعني مطلق الشرّ، لأنّ الفرض أنّ هذا الشرّ عبارة عن وسيلة للاختبار و التكامل، و بناء على هذا فإنّ المراد هو الشرّ النسبي، و أساسا لا يوجد شرّ مطلق في مجموع عالم الوجود بالنظرة التوحيديّة الصحيحة! و لذلك نقرأ

في حديث‌ أنّ أمير المؤمنين عليا عليه السّلام مرض يوما فجاء جمع من أصحابه لعيادته، فقالوا: كيف نجدك يا أمير المؤمنين؟ قال: «بشرّ»! قالوا: ما هذا كلام مثلك؟! قال: «إنّ اللّه تعالى يقول: و نبلوكم بالشرّ و الخير فتنة، فالخير الصحّة و الغنى، و الشرّ المرض و الفقر».


[1]- الأنعام، 93.

[2]- الميزان، الجزء 14، ص 312.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست