قرأنا في الآيات السابقة أنّ المشركين قد تشبّثوا بمسألة كون النّبي صلى اللّه
عليه و آله و سلم بشرا من أجل التشكيك بنبوّته، و كانوا يعتقدون أنّ النّبي يجيب
أن يكون ملكا و خاليا من كلّ العوارض البشريّة.
إنّ الآيات- محلّ البحث- أشارت إلى بعض إشكالات هؤلاء، فهم يشيعون تارة أنّ
انتفاضة النّبي (و في نظرهم شاعر) لا دوام لها، و سينتهي بموته كلّ شيء، كما جاء
في الآية (30) من سورة الطور، أَمْ
يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ.
و كانوا يظنّون تارة أخرى أنّ هذا الرجل لمّا كان يعتقد أنّه خاتم النبيّين،
فيجب أن لا يموت أبدا ليحفظ دينه، و بناء على هذا فإنّ موته في المستقبل