responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 148

و يرغب في أن يدرك حقيقتها، و حتى إذا علم و آمن بأنّ هذا العمل الذي تمّ كان صحيحا، فإنّه يريد أن يعلم النقطة الأصليّة و الهدف الحقيقي منه، و مثل هذا السؤال جائز حتّى حول أفعال اللّه، بل إنّ هذا السؤال يعتبر أساس و مصدر الفحص و التحقيق في عالم المخلقة و المسائل العلميّة، و قد كان لأصحاب النّبي و الأئمّة كثير من هذه الأسئلة سواء فيما يتعلّق بعالم التكوين أو التشريع.

أمّا النوع الثّاني: فهو السؤال الاعتراضي، و الذي يعني أنّ العمل الذي تمّ كان خطأ، كأن ينقض إنسان عهده بلا سبب، فنقول: لماذا نقضت عهدك؟ فليس الهدف طلب التوضيح، بل الهدف الاعتراض و التخطئة.

من المسلّم أنّ هذا النوع من السؤال لا معنى له حول أفعال اللّه الحكيم، و إذا ما اعترض أحد أحيانا فلجهله، إلّا أنّ مجال هذا السؤال حول أفعال الآخرين واسع.

و

في حديث عن الإمام الباقر عليه السّلام في جواب سؤال جابر الجعفري عن هذه الآية أنّه قال: «لأنّه لا يفعل إلّا ما كان حكمة و صوابا» [1].

و يمكن أن تستخلص نتيجة من هذا الكلام، و هي: إنّ أحدا إذا سأل سؤالا من النوع الثّاني، فهو دليل على أنّه لم يعرف اللّه معرفة صحيحة لحدّ الآن، و هو جاهل بكونه حكيما.

و تشتمل الآية التالية على دليلين آخرين في مجال نفي الشرك، فمضافا إلى الدليل السابق يصبح مجموعها ثلاثة أدلّة.

تقول الآية أوّلا: أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ‌ و هو إشارة إلى أنّكم إذا صرفتم النظر عن الدليل السابق القائم على أنّ نظام عالم الوجود دليل على التوحيد، فإنّه لا يوجد أي دليل- على الأقل- على إثبات الشرك و الوهيّة


[1]- توحيد الصدوق، حسب نقل تفسير نور الثقلين، الجزء 3، ص 419.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست