responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 121

مُعْرِضُونَ‌.

إنّ عمل هؤلاء يدلّ على أنّ هذه الغفلة عمّت كلّ وجودهم، و إلّا فكيف يمكن للإنسان أن يؤمن باقتراب الحساب .. الحساب الدقيق المتناهي في الدقّة، و مع كلّ ذلك لا يكترث بالأمور و يرتكب أنواع الذنوب!! كلمة (اقترب) لها دلالة على التأكيد أكثر من (قرب) و هي إشارة إلى أنّ هذا الحساب قد أصبح قريبا جدّا.

و التعبير ب (الناس) و إن كان يشمل عموم الناس ظاهرا، و هو يدلّ على أنّ الجميع في غفلة، إلّا أنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ الذين لهم قلوب واعية يقظة على الدوام، و يفكّرون بالحساب و يعملون له فهم مستثنون من هذا العموم.

و الجميل في الأمر أنّه يقول: اقترب الحساب للناس، لا أنّ الناس اقتربوا للحساب، فكأنّ الحساب يسرع لاستقبال الناس.

ثمّ إنّ الفرق بين «الغفلة» و «الإعراض» يمكن أن يكون من جهة أنّ هؤلاء غافلون عن اقتراب الحساب، و هذه الغفلة هي تسبّب الإعراض عن آيات اللّه سبحانه، ف «الغفلة عن الحساب» علّة في الحقيقة، و «الإعراض عن الحقّ» معلول لتلك العلّة. أو أنّ المراد هو الإعراض عن نفس الحساب، و عن الاستعداد للإجابة في تلك المحكمة الكبرى، أي إنّهم لمّا كانوا غافلين، فإنّهم لا يهيّؤون أنفسهم لذلك و يعرضون عنه.

و هنا يأتي سؤال، و هو: ما معنى اقتراب الحساب و القيامة؟

لقد قال البعض: إنّ المراد منه هو أنّ ما بقي من الدنيا قليل في مقابل ما مضى منها، و لهذا فإنّ القيامة ستكون قريبة- قربا نسبيّا- خاصة و أنّه‌

قد روي عن الرّسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلم أنّه قال: «بعثت أنا و الساعة كهاتين» [1]

و أشار إلى السبابة


[1]- مجمع البيان، ذيل الآيات مورد البحث.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست