نعم، نحن
محتاجون إلى عونه حتى في العبودية و الطاعة، و لذلك ينبغي أن نستعين به في ذلك
أيضا، كي لا تتسرب إلى أنفسنا أوهام العجب و الرياء و أمثالها من الانحرافات التي
تجهض عبوديتنا.
بعبارة اخرى:
حين نقول إِيَّاكَ نَعْبُدُ فان هذه الجملة يشم منها
رائحة الاستقلالية، لذلك نتبعها مباشرة بعبارة
إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، كي نجسّم حالة الأمر بين الأمرين
(لا جبر و لا تفويض)، في عباداتنا، و من ثمّ في كل أعمالنا.
2- استعمال
صيغ الجمع في تعبير الآيات
كلمة «نعبد»
و «نستعين» بصيغة الجمع تشير إلى أن العبادة- خاصة الصلاة- تقوم على أساس الجمع و
الجماعة. و على العبد أن يستشعر وجوده ضمن الجمع و الجماعة، حتى حين يقف متضرّعا
بين يدي اللّه، فما بالك في المجالات الاخرى! و هذا الاتجاه في العبادة يعني رفض
الإسلام لكل ألوان الفردية و الانعزال.
الصلاة خاصة-
ابتداء من اذانها و إقامتها حتى تسليمها- تدل على أن هذه العبادة هي في الأصل ذات
جانب اجتماعي، أي أنها ينبغي أن تؤدّى بشكل جماعة، صحيح أن الصلاة فرادى صحيحة في
الإسلام، لكن العبادة الفردية ذات طابع فرعي ثانوي.
3-
الاستعانة به في كل الأمور
يواجه
الإنسان في مسيرته التكاملية قوى مضادة داخلية (في نفسه)، و خارجية (في مجتمعه)، و
يحتاج في مقاومة هذه القوى المضادة إلى العون و المساعدة، و من هنا يلزم على
الإنسان عند ما ينهض صباحا أن يكرر عبارة