و بين أتباع مدرسة الأنبياء نماذج رائعة للصابرين المحتسبين، كل واحد منهم
قدوة على ساحة الامتحان الإلهي.
فقد روي «أنّ أمّ عقيل كانت امرأة في البادية فنزل
عليها ضيفان و كان ولدها عقيل مع الإبل فأخبرت بأنّه ازدحمت عليه الإبل فرمت به في
البئر فهلك فقالت المرأة للنّاعي انزل و اقض ذمام القوم و دفعت إليه كبشا فذبحه و
أصلحه و قرّب إلى القوم الطّعام فجعلوا يأكلون و يتعجّبون من صبرها (قال الرّاوي)
فلمّا فرغنا خرجت إلينا و قالت يا قوم هل فيكم من يحسن من كتاب اللّه شيئا؟ فقلت:
نعم. قالت: فاقرأ عليّ آيات أتعزّى بها عن ولدي فقرأت: «و بشّر الصّابرين الّذين
إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا للّه و إنّا إليه راجعون إلى قوله المهتدون».
«فقالت السّلام عليكم، ثمّ صفّت
قدميها وصلّت ركعات ثمّ قالت: اللّهمّ إنّي فعلت ما أمرتني فانجز لي ما وعدتني. و
لو بقي أحد لأحد- قال فقلت في نفسي لبقي ابني لحاجتي إليه- فقالت لبقي محمّد صلّى
اللّه عليه و اله و سلّم لأمّته، فخرجت» [1]