ذكرت الفقرة الأخيرة من الآية السابقة أن أحد أسباب تغيير القبلة هو إتمام
النعمة على النّاس و هدايتهم، و الآية أعلاه ابتدأت بكلمة «كما» إشارة إلى أن
تغيير القبلة ليس هو النعمة الوحيدة التي أنعمها اللّه عليكم، بل منّ عليكم بنعم
كثيرة كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا
مِنْكُمْ.
و كلمة «منكم» قد تعني أن الرّسول بشر مثلكم، و الإنسان وحده هو القادر على أن
يكون مربّي البشر و قدوتهم و أن يتحسس آمالهم و آلامهم، و تلك نعمة كبرى أن يكون
الرّسول بشرا «منكم».
و قد يكون المعنى أنه من بني قومكم و وطنكم، فالعرب الجاهليون قوم متعصبون
عنصريون، و ما كان بالإمكان أن يخضعوا لنبي من غير قومهم، كما قال سبحانه في
الآيتين: (198 و 199) من سورة الشعراء: وَ
لَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ