هذا التّفسير للآية دون شك يتحدث عن «بطن» الآية، و الأحاديث ذكرت أن لكلام
اللّه ظاهرا لعامة النّاس، و باطنا لخاصّتهم.
بعبارة اخرى: هذه الروايات تشير إلى حقيقة، هي إن اللّه القادر على أن يجمع
النّاس من ذرات التراب المتناثرة في يوم القيامة، لقادر على أن يجمع أصحاب المهدي
في ساعة بسهولة، من أجل انقداح الشرارة الاولى للثورة العالمية الرّامية إلى إقامة
حكم اللّه على ظهر الأرض، و إزالة الظلم و العدوان عن وجهها.
2- عبارة وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فسرناها سابقا بأنها إشارة للقبلات المتعددة للأمم. و من
المفسرين من توسع في المعنى و قال إنها تعبّر عن القضاء و القدر التكوينيين أيضا
(تأمل بدقة) [1].
و لو خلت الآية ممّا يحيطها من قرائن قبلها و بعدها لأمكن مثل هذا التّفسير،
لكن القرائن تدل على أن المراد هو المعنى الأوّل. و لو افترضنا أن الآية تشير إلى
المعنى الثّاني، فلا تعني إطلاقا القضاء و القدر الجبريين، بل القضاء و القدر
المنسجمين مع الإرادة و الإختيار [2].