جدير بالذكر أن صاحب «المنار» نقل عن أبي حنيفة قوله: أن الخلافة لا تليق إلّا
بالعلويين، و من هنا أجاز الخروج على حكومة العباسيين، و من هنا أيضا رفض منصب
القضاء في حكومة خلفاء بني العباس.
و يقول صاحب المنار أيضا: إن أئمة المذاهب الأربعة كانوا معارضين لحكام
زمانهم، و كانوا يعتبرون أولئك الحكام غير لائقين لزعامة المسملين، لأنهم ظالمون [1].
و من العجيب أن كثيرا من علماء أهل السنة في عصرنا هذا، يؤيدون و يدعمون
الحكومات الظالمة المتجبّرة المرتبطة ارتباطا واضحا جليّا بجبهة الكفر العالمية، و
المفسدة في الأرض إفسادا لا يخفى على أحد، بل أكثر من ذلك يعتبرون هؤلاء الحكام
«أولي الأمر» و يركزون على وجوب طاعتهم!!
7- جواب عن سؤالين
1- قلنا في تفسير معنى الإمامة أن عمل الإمامة هو «الإيصال إلى المطلوب» و
«تنفيذ المناهج الإلهية»، و هنا قد يقول قائل: إن هذا المعنى لم يتحقق في كثير من
الأنبياء، بل لم يتحقق حتى بالنسبة للنبي الخاتم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و
الأئمة الأطهار في المقياس العام، فقد كان يقف في مقابلهم دوما أفراد ضالون مضلون.
جوابا على ذلك نقول: تعريفنا لعمل الإمام لا يعني أن الإمام يجرّ الامّة قسرا
نحو الحق، بل إن الأفراد يستطيعون- و هم مختارون- أن يهتدوا بما يمتلكه الإمام من
قوّة ظاهرية و باطنية، على شرط امتلاك هؤلاء الأفراد للّياقة و الاستعداد.
و هذا كقولنا الشمس خلقت لاستمرار حياة الموجودات الحيّة، أو أن المطر يعمل
على إحياء الأرض الميتة، تأثير الشمس و المطر له طابع عام، لكنه لا يصدق