لابنه: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ
الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[1]؟! من هذه الاستدلالات ما
رواه هشام بن سالم عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام قال: «قد كان إبراهيم نبيّا و ليس بإمام، حتّى قال اللّه: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً، قالَ: وَ مِنْ
ذُرِّيَّتِي، فقال الله لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما» [2].
و في حديث آخر عن عبد اللّه بن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم: «إنّ اللّه قال لإبراهيم «لا أعطيك عهدا للظّالم من
ذرّيّتك، قال: يا ربّ و من الظّالم من ولدي الّذي لا ينال عهدك؟ قال: من سجد لصنم
من دوني لا أجعله إماما أبدا، و لا يصلح أن يكون إماما» [3].
6- تعيين الامام من قبل اللّه
من الآية مورد البحث نفهم ضمنيا أن الإمام (القائد المعصوم لكل جوانب المجتمع)
يجب أن يكون معينا من قبل اللّه سبحانه، لما يلي:
أوّلا: الإمامة ميثاق إلهي، و طبيعي أن يكون التعيين من قبل اللّه، لأنه طرف
هذا الميثاق.
ثانيا: الأفراد الذين تلبّسوا بعنوان الظلم، و ما رسوا في حياتهم لحظة ظلم
بحقّ أنفسهم أو بحقّ الآخرين، كأن تكون لحظة شرك مثلا، لا يليقون للإمامة، فالإمام
يجب أن يكون طيلة عمره معصوما.
و هل يعلم ذلك في نفوس الأفراد إلّا اللّه؟! و لو أردنا بهذا المعيار أن نعيّن
خليفة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، فلا يمكن أن يكون غير علي عليه
السّلام.