زعم بعض المحققين أن «هاروت» و «ماروت» لفظان فارسيان قديمان.
و قال: إن كلمة «هوروت» تعني «الخصب»، و «موروت» تعني «عديم الموت» و اسما
هاروت و ماروت مأخوذان، من هذين اللفظين [1]. و هذا الاتجاه في فهم معنى الاسمين لا يقوم على دليل.
و في كتاب «أوستا» وردت ألفاظ مثل: «هرودات» و يعني «شهر خرداد»، و كذلك
«أمردات» بمعنى عديم الموت، و هو نفسه اسم «شهر مرداد» [2].
و في معجم (دهخدا) تفسير للفظين شبيه بما سبق.
و العجيب أن البعض ذهب إلى أن هاروت و ماروت من البشر و من سكنة بابل!، و قيل
أيضا أنّهما من الشياطين!! و الآيات المذكورة ترفض ذلك طبعا.
3- كيف يكون الملك معلما للإنسان؟
يبقى السّؤال عن الرابطة بين الملك و الإنسان، و هل يمكن أن تكون بينهما رابطة
تعليمية؟ الآيات المذكورة تصرح بأن هاروت و ماروت علّما النّاس السحر، و هذا تمّ
طبعا من أجل إحباط سحر السحرة في ذلك المجتمع. فهل يمكن للملك أن يكون معلما
للإنسان؟
الأحاديث الواردة بشأن الملكين تجيب على هذا السّؤال، و تقول: إن اللّه بعثهما
على شكل البشر، و هذه الحقيقة يمكن فهمها من الآية التاسعة لسورة الأنعام أيضا،
حيث يقول تعالى: وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ
رَجُلًا.