على مرّ التاريخ- لمواصلة بقاء خط النّبوة على الأرض، و لإتمام الحجة على
البشرية، قال سبحانه: ثُمَّ أَرْسَلْنا
رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا
بَعْضَهُمْ بَعْضاً[1] هذا المفهوم عبّر عنه
أمير المؤمنين علي عليه السّلام بقوله: «فبعث
فيهم رسله و واتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، و يذكّروهم منسيّ نعمته،
و يحتجّوا عليهم بالتّبليغ، و يثيروا لهم دفائن العقول» [2].
هدف بعثة الأنبياء على مرّ العصور التاريخية إذن هو تذكير البشر بنعم اللّه
سبحانه، و دعوتهم إلى الالتزام بميثاق الفطرة، و إحياء دعوات الأنبياء السابقين.
هنا يثار سؤال حول سبب ختم النّبوة بنبيّ الإسلام صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم، و سنجيب عليه إن شاء اللّه في تفسير الآية 40 من سورة الأحزاب.
2- ما هو روح القدس؟
للمفسرين آراء مختلفة في معنى روح القدس:
1- قالوا إنه جبرائيل، فيكون معنى الآية على هذا إن اللّه أيّد عيسى بجبرائيل.
و شاهدهم على ذلك قوله تعالى: قُلْ
نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ[3] و وجه تسمية جبرائيل بروح القدس، هو أن
جبرائيل ملك، و الجانب الروحي في الملائكة أمر واضح، و إطلاق كلمة «الروح» عليهم
متناسب مع طبيعتهم، و إضافة الروح إلى «القدس» إشارة إلى طهر هذا الملك و قداسته
الفائقة.
2- و قيل إن «روح القدس» هو القوّة الغيبية التي أيّدت عيسى عليه السّلام، و
بهذه القوة الخفية الإلهية كان عيسى يحيي الموتى.