14- السخرية
والاستهزاء، وغير ذلك من أمثال هذه الدوافع النفسية.
والقدر
المشترك بين هذه الامور هو أنّ الإنسان يسعى لتسقيط الشخص الآخر وكسر شخصيته
وموقعيته الاجتماعية ليضحى في أنظار الناس ذليلًا ولا قيمة له، ومن هذا الطريق
يجبر نقصه ويهدأ غضبه ويشيع حالة الانتقام من الطرف الآخر، أو يتحرك لحرمانه من
المقام والثروة أو لاظهار الزهد والقداسة الزائفة أو يتحرك من موقع إثارة الضحك
والسخرية أو يرى لنفسه امتيازاً ومقاماً على الآخرين.
ومن هنا
يتّضح أولًا: أنّ الغيبة مفهوم واسع الأطراف ولها عوامل متنوعة وكثيرة، ففي الحديث
الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «أَصلُ
الغَيبَةِ تَتَنوَّعُ بِعَشرَةِ أَنواعِ، شِفاءِ غَيظٍ وَمُساعَدَةِ قَومٍ
وَتُهمَةٍ، وَتَصدِيقِ خَبَرٍ بِلا كَشفِهِ، وَسُوءِ ظَنٍّ وَحَسَدٍ وَسُخرِيَّةٍ
وَتَعَجُّبٍ وَتَبَرُّمٍ وَتَزَيُّنٍ، فَان أَرَدتَ السَّلامَةَ فَاذكُرِ الخالِقَ
لاالمَخلُوقَ فَيَصِيرُ ذلِكَ مَكانَ الغَيبَةِ عِبرَةً وَمَكانَ الإِثمِ ثَواباً»[1].
ومن الواضح
أنّ الإمام هنا في صدد بيان قسماً من العوامل المهمّة للغيبة لأنّه كما تقدّم أنّ
دوافع الغيبة متعددة وكثيرة غير ما ذكر في الحديث الشريف.
العواقب
السلبية للغيبة:
للغيبة آثار
سلبية ونتائج مخربّة كثيرة على الفرد والمجتمع البشري فلو تساهل الناس معها لأزداد
الحال خطورة، ومضافاً إلى ذلك العواقب الوخيمة المعنوية والعقوبات الإلهية
المتربتة على هذه المعصية كما سبقت الإشارة إليها في الروايات الشريفة.