responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 358

ومعلوم أنّ مثل هذا الغضب الشديد في مقابل ظاهرة انحراف الناس وضلالهم هو من الغضب الإيجابي والبنّاء وله بعد إلهي في حركة حياة الإنسان المعنوية.

وهكذا الحال في جميع أشكال الغضب لدى الأنبياء الإلهيين في مقابل أقوامهم المنحرفين والضالّين.

ومن اليقين أنّ موسى عليه السلام إذا كان قدواجه هذه الظاهرة من موقع برودة الأعصاب وعدم تثوير حالة الغضب في نفسه فإنّ بني اسرائيل يستوحون من هذا السلوك إمضاءاً وأعترافاً من موسى عليه السلام بأفعالهم وسلوكياتهم الخاصة، وبالتالي فإنّ مواجهة هذا الانحراف قد يكون مشكلًا فيما بعد، ولكنّ غضب موسى عليه السلام وهيجانه قد أثر أثره الإيجابي الكبير في رجوع بني اسرائيل عن خط الانحراف.

2- ونقرأ في سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه أحياناً يتملكه الغضب الشديد تجاه بعض الحوادث والوقائع بحيث تظهر آثار الغضب على محياه ووجه المبارك.

من قبيل ما ورد في قصّة صلح الحديبية أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قد غضب بشدّة لبعض مقترحات (سهيل بن عمر) (وكيل قريش لعقد معاهدة الصلح مع النبي الأكرم صلى الله عليه و آله) وكان غضبه حول بعض الموارد المقرّرة لمكتوب الصلح بين الطرفين بحيث ذكر المؤرّخون أنّ آثار الغضب ظهرت على وجهه وسيمائه (وهذا الأمر تسبب في سحب سهيل اقتراحه وعدم ذكره في بنود الصلح) [1].

2- وورد في سيرة أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه غضب بشدة على أحد المسلمين الذي أضرّ بزوجته وهدّدها بالحرق، فما كان من الإمام علي عليه السلام إلّاأن تأثر بشدّة لذلك وسحب سيفه على هذا الرجل وقال: «آمرُكَ بِالمَعرُوفِ وَأَنهاكَ عَنْ المُنكَرِ وَتَردُ المَعروفَ؟ تُب وَإِلّا قَتَلتُكَ. (ولما علِم الشابُ أَنّه أَميرالمؤمنين عليه السلام) قالَ: يا أَمِيرَالمُؤمِنِينَ اعفُ عَنِّي عفا اللَّهُ عَنكَ وَاللَّهِ لأَكُوننَ أَرضاً تَطأني، فَأَمرها بِالدُخُولِ إِلى‌ مَنزِلِها وانكفأ وَهُو يَقُولُ: لاخَيرَ فِي‌


[1]. بحار الانوار، ج 20، ص 360.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست