ففي الحديث الشريف عن أميرالمؤمنين قال: «إعتِيادُ الكِذبِ يُورثُ الفَقرَ»[1].
وفي حديث آخر عن رسول اللَّه أنّه قال:
«الكِذْبُ يُنقِّصُ الرِّزقَ»[2].
وهذا النقصان في الرزق يمكن أن يكون له نتائج وخيمة في دائرة الرزق المعنوي أو
في العلاقات الاجتماعية، لأنّ الكذب يسلب اعتماد الناس وثقتهم من هذا الشخص
الكاذب، وبذلك سوف تتحدّد فعّاليته الاقتصادية ويتراجع نشاطه الاقتصادي وبالتالي
يؤدّي إلى نقصان رزقه المادي أيضاً.
دوافع الكذب:
إنّ الكذب كما هو في سائر الصفات الرذيلة له أسباب ودوافع مختلفة وأهمّها:
1- ضعف الإيمان والعقيدة، لأنّه لو كان الكاذب عالماً بأنّ اللَّه تعالى قادر
رحيم وعالم بأمره فإنّه لا يجد في نفسه حاجة إلى الكذب في سبيل تحصيل المال أو نيل
الجاه والمقام، ولا يرى أنّ توفيقه في حركة الحياة مرتبط بالكذب ولا يخاف من الفقر
ولا من تفرق الناس من حوله وزوال موقعيته الاجتماعية وقدرته على الكسب والرزق بل
يرى ذلك مرتبط باللَّه تعالى فلا يحتاج إلى الكذب في نيل تحصيلها ولذلك ورد في
الرواية الشريفة عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: «جانِبُوا الكِذْبَ فإنَّ الكِذْبَ مُجانِبُ الإيمانَ»[3].
2- والآخر من دوافع الكذب هو ضعف الشخصية وعقدة الحقارة، فالأشخاص الذين
يعيشون هذه الحالة من ضعف الشخصية والحقارة يضطرون إلى التستر على ضعفهم ودناءتهم
من خلال استخدام الكذب، وقد ورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: «لا يَكذِبُ الكَاذِبُ إِلّا مِنْ مَهانَةِ نَفسِهِ
عَلَيهِ»[4].
3- ومن دوافع الكذب أيضاً حالات الحسد والبخل والتكبّر والغرور والعداوة
بالنسبة