responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 86

واليونان، ترد عليها هذه المآخذ:

1- بعض الملكات الأخلاقية، «والّتي هي جزءٌ من الفضائل الأخلاقيّة قطعاً»، نلاقي صُعوبةً في إدخالها تحت أحد هذه الاصول الأربعة، فمثلًا (حُسن الظّن)، يُعتبر من الفضائل، و يقابله (سُوء الظن)، فإذا أردنا إدخاله تحت أحد هذه الاصول، فيجب أن ينضوي في دائرة الحكمة، والحال أنّنا لا يمكننا أن نجعله من فروع الحكمة، لأنّ حُسن الظّن شي‌ءٌ آخر غير التّشخيص الصّحيح للواقعيات، و رُبّما ينفصل عنه بوضوح، بمعنى أنّ القرائن الظنيّة تشير إلى صدور الذّنب و الخطأ من شخصٍ ما، لكن و بحسن الظنّ يتجاوز عنها.

و كذلك الصّبر على النوائب، و الشكر على النّعمة، فهو بلا شك يعتبر من الفضائل، لكنّنا لا نستطيع أن نجعله في دائرة قوّة التّشخيص والإدراك، ولا في مسألة جلب المنافع ولا دفع المضار، خُصوصاً إذا كان الشّخص الصّابر و الشّاكر، لا يرتجي منها نفعاً مستقبلياً، و تمسّكه بها إنّما كان لقيمتها الذاتيّة، (أي: الصّبر و الشّكر).

وقد يوجد غير قليل من أمثال هذه الفضائل، التي لا يمكن أن نجعلها وندرجها تحت أحد هذه العناويين.

2- «الحكمة» تعتبر من اصول الفضائل الأخلاقيّة، و الإفراط و التّفريط فيها تُعتبر من الرّذائل الأخلاقيّة، والحال أنّ الحكمة ترجع إلى تشخيص الحقائق و الوقائع، و تعود الأخلاق للعواطف والغرائز والملكات النفسيّة، و لا تعود لإدراكات العقل، و عليه لا يُقال إنّ الُمتفتح الذّهن هو حسن الأخلاق، فالأخلاق يمكن أن تكون وسيلةً و أداةً للعقل، و لا تُعتبر قوّة العقل والإدراك من الأخلاق، أو بعبارةٍ اخرى: أنّ العقل و قوّة الإدراك هي الموجّهة لعواطف وغرائز الإنسان، في حركة الحياة و السّلوك، و تعطيها شكلها الأَوفق، والأخلاق هي كيفيّةٌ تعرض على الغرائز و الميول الإنسانيّة.

3- الإصرارُ على أنّ الفضائل الأخلاقيّة دائماً، هو الحدّ الأوسط بين الإفراط و التّفريط: لا يبدو سليماً، و إن كان في الأغلب هو كذلك، لأنّنا نجد موارد لا يتحقّق فيها الإفراط، فمثلًا القُوّة العقليّة، كلّما كانت أقوى كانت أفضل، و لا يُتصوّر فيها إفراط، فليس من الصحيح جعل‌

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست