وجاء في ذيل هذا الحديث، عبارةٌ في غاية الأهميّة، حيث يقول: «مَنْ إِشتَبَهَ عَلَيكُمِ أَمرُهُ وَلَم تَعرِفُوا
دِينَهُ فانظُرُوا إِلى خُلَطائِهِ»[2].
وفي بعض الروايات، ورد هذا المعنى في دائرة الّتمثيل، فقال: «صُحبَةُ الأَشرارِ تَكسِبُ الشَّرَّ كَالرِّيحِ إُذا
مَرَّتْ بِالنَّتِنِ حَمَلَتْ نَتِناً»[3].
و يُستفاد من هذه التّعبيرات: أنّه وكما أنّ المعاشرة و الصّحبة للأراذل،
تهيىء الأرضية لحركة الإنسان نحو الانزلاق في طريق الشر، فإنّ المعاشرة مع
الأَخيار تنير قلب الإنسان بضياء الهدى، و تحُيي فيه عناصر الخير.
ونقرأ هذا المعنى في حديث عن أميرالمؤمنين عليه السلام، أنّه قال: «عَمارَةُ القُلُوبِ في مُعاشَرَةِ ذَوِي العُقُولِ»[4].
و جاء في حديثٍ آخر عنه عليه السلام، أنّه قال: «مُعاشَرَةُ ذَوِي الفَضائِلِ حَياةُ القُلُوبِ»[5].
فتأثير الُمجالسة على قدرٍ من الأهميّة، بحيث قال فيه النّبي سليمان عليه السلام: