بالنسبة إلى
العادة الشهرية للنساء هناك عقائد و تصورات مختلفة لدى الأقوام البشرية السالفة،
فاليهود كانوا يتعاملون مع هذه الظاهرة بشدّة حيث كان الرجال يتجنّبون النساء هذه
الأيّام في كل شيء و يبتعدون عنهنّ في الأكل و الشرب و النوم و المجلس و غير ذلك،
و التوراة تقرر أحكاماً شديدة على الحائض أيضاً [1].
بينما نرى
أنّ المسيحية تنطلق في تعاملها مع الحائض في الجهة المخالفة حيث لا يوجد أي تحديد
للتعامل مع النسوة في هذه المدّة، أمّا المشركون في العصر الجاهلي فلم تكن هناك
مقررات و أحكام واضحة تجاه المرأة الحائض، و لكن سكان المدينة و ما حولها اقتبسوا
بعض آداب اليهود في هذا المجال فكانوا يمارسون ضغوطاً على المرأة في حال الحيض
خلافاً لسائر القبائل العربية الذين لم يكونوا يرون في هذه الظاهرة حالة غير
طبيعية بل كان البعض يستلذ من المقاربة الجنسية في هذا الحال أكثر و يتصورون أنّه
لو رزقوا ولداً من خلال هذه المقاربة فسيكون فاتكاً و ذا بطش شديد، و هي صفة
مطلوبة لدى العرب في تلك الأحوال و الظروف [2].
[1] مثلًا ورد في باب 15 من سفر اللاويين من
التوراة: «و إذا حاضت المرأة فسبعة أيّام تكون في طمثها، و كلّ من يلمسها يكون نجساً
إلى المساء، كل ما تنام عليه في أثناء حيضها، أو تجلس عليه يكون نجساً، و كلّ من
يلمس فراشها يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجساً إلى المساء ...» (نقلًا عن
الأمثل، ذيل الآية 223 من سورة البقرة).