ربّما يسأل
أحد الأشخاص: إنّنا إذ نعيش في عصر العلم و التطور الذي نرى فيه تقدّم البشرية
المذهل في جميع المجالات العلمية و التكنولوجية بحيث يمكن القول بحقّ إنّ هذا
العصر هو (عصر التحقيق و العلم و المعرفة) فهل أنّ التقليد في مثل هذا العصر و
الزمان أمر معقول و مطلوب؟
أ لا يعني
التقليد إغلاق أبواب التحقيق و الابداع أمام المحقّقين؟
أ لا يتنافى
التقليد الأعمى للآخرين مع روح الآيات القرآنية الكريمة التي تدعو الإنسان إلى
التدبّر و التفكّر و التحقيق؟
و من أجل
توضيح هذه الشبهة نرى من اللازم تقديم بيان مختصر عن أقسام التقليد:
أ) تقليد
الجاهل للعالم: أي أن يتبع الإنسان في ما يجهله العالم و الخبير في ذلك الفن كما
في رجوع المريض الجاهل في قضايا الطبّ إلى الطبيب.
ب) تقليد
عالم لعالم آخر: أي رجوع أصحاب الخبرة بعضهم لبعض في مسائل معيّنة.
ج) تقليد
العالم للجهال: بمعنى أن يترك العالم علمه جانباً و يرجع في مسائل معيّنة إلى
الجاهل بتلك المسائل.