أيها القارئ
الكريم! إذا أردنا أن نستفيد من القرآن و الوحي أو روايات المعصومين عليهم السلام
استفادة صحيحة و نتوصل من خلالها إلى كشف الحقيقة فيجب علينا أن نتتلمذ على يد
القرآن و الأحاديث الشريفة و نستوحي مفاهيمنا الدينية من هذين المنبعين الغنيين
بتعاليم الوحي و الدين حتّى لو كانت على خلاف رغباتنا و ميولنا و إلّا فإنّ
التفسير بالرأي و بذر الإشكالات و الشبهات حول مدلول الآيات الشريفة سينتهي إلى
عواقب وخيمة و إنكار المسلّمات الدينية.
و ورد في
رواية شيّقة تتحدّث عن عاقبة نوعين من أنواع التعامل مع القرآن الكريم حيث قال
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:
و الحقيقة أن
هذه الرواية الشريفة يجب أن تهز كيان الأشخاص الذين يتعاملون مع القرآن من موقع
التفسير بالرأي و إسقاط مفاهيمهم و أحكامهم المسبقة على الآيات الشريفة.
توصية آية
الولاية
إنّ الآية
الشريفة محل البحث مضافاً إلى أنها تثبت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فإنها
تتضمن توصية مهمة لشيعة و أتباع هذا الإمام بل لجميع المسلمين في العالم و هي:
إن الإمام
علي عليه السلام لم يكن ولياً و إماماً للمسلمين و خليفة للنبيّ الأكرم صلى الله
عليه و آله بصورة اعتباطية بل وصل إلى هذا المقام بسبب عوامل مهمة قد ذكرت في
الآية نفسها، فالإيمان الراسخ و إقامة الصلاة و المحافظة على الارتباط الوثيق بين
العبد و خالقه و دفع الزكاة و توثيق العلاقة بين الإنسان و أفراد المجتمع كلّها من
الأسباب التي رشّحت الإمام عليّ عليه السلام ليكون أميراً للمؤمنين
[2].
[2] كما في اصطلاح الفقهاء «أن التعليق على
الحكم مشعر بالعليّة» أي إذا ورد حكم لوصف، فمفهومه أن هذا الوصف علّة لهذا الحكم،
مثلًا لو قيل: احترم العلماء. فمعنى ذلك أن العلم في هؤلاء الأشخاص هو السبب في
لزوم الاحترام.