و عليه
فطبقاً لما ورد في القرآن الكريم أن الزكاة تشمل الواجبة و المستحبة كما ورد في
فقه الشيعة أن بعض الأجناس تتعلق بها الزكاة الواجبة و بعضها تتعلق بها الزكاة
المستحبة.
ثانياً:
أنه ليس من الصحيح قياس الحالة الاقتصادية للإمام علي عليه السلام عند نزول آية
الولاية التي نزلت في أواخر عمر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله مع زمان نزول
آيات سورة الدهر لأن وضع المسلمين في بداية ظهور الإسلام في مكّة لم يكن وضعاً
مناسباً بصورة عامة و كان أغلب المسلمون يعيشون في ضائقة مالية و خاصة أنهم كانوا
في مكّة يعيشون الحصار الاقتصادي، و لكنهم عند ما هاجروا إلى المدينة و تخلّصوا من
الحصار الاقتصادي الذي فرضه عليهم المشركون في مكّة و اشتغلوا بالزراعة و التجارة
تحركت حالتهم الاقتصادية و انفتحت عليهم أبواب الرزق و تحسنت حالتهم المعيشية بحيث
إن وضع أغلب المسلمين في أواخر عمر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله كان جيداً من
الناحية الاقتصادية، و نظراً إلى أن آيات سورة المائدة نزلت في أواخر عمر النبي
الأكرم صلى الله عليه و آله فإنه لم يكن من البعيد أن تتعلق الزكاة الواجبة بأموال
الإمام علي عليه السلام و لا ينبغي قياس حالة الإمام عليّ عليه السلام الاقتصادية
في هذا الزمان الذي كان المسلمون يعيشون في حالة الانفتاح الاقتصادي و التمكّن
المالي مع زمان نزول آيات سورة الإنسان (التي نزلت في أوائل الهجرة كما يقول
الشيعة أو قبل الهجرة كما يقول بعض أهل السنّة). حيث كان المسلمون يعيشون أزمة
اقتصادية و مالية لأن ذلك يعني أن التناقض المزعوم يفتقد بعض شروط الوحدة و هي
الوحدة في المكان و الآخر الوحدة في الزمان لكي يصح دعوة التناقض، و هنا لا يوجد
مثل هذا التوحّد في الزمان و المكان.
مضافاً إلى
كلّ ذلك فقد ورد في الروايات الواردة في شأن أمير المؤمنين عليه السلام أنه
«اعْتَقَ الْفَ مَمْلُوكٍ مِنْ كَدِّ يَدِه»[1].
فمن الواضح
أن الإمام عليّ عليه السلام لم يتسنى له العمل و الكسب في زمان خلافته لكي يمكن
القول بأنه أعتق هذا المقدار من العبيد من كدّ يده، إذن فهذا العمل كان قد صدر منه
قبل تصديه للحكومة و الخلافة قطعاً.