تتعلّق
بواقعة الغدير و أنها نزلت في شأن خلافة أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام.
سؤال:
إنّ بداية الآية الثالثة من سورة المائدة تتحدّث عن اللحوم المحرمة
[1]، و في آخرها تتحدّث عن الاضطرار و الضرورة و أحكامها
[2]، و فيما بينهما تتحدّث الآية عن ولاية و إمامة أمير المؤمنين، فأيّ
تناسب و انسجام بين مسألة الولاية و الإمامة و خلافة النبي صلى الله عليه و آله مع
مسألة اللحوم المحرمة و حكم الاضطرار و الضرورة؟ أ لا يكون هذا شاهداً على أن
العبارة مورد البحث في هذه الآية لا يرتبط بمسألة الولاية بل يشير إلى مطلب آخر؟
الجواب:
إنّ آيات القرآن الكريم لم ترد بصورة كتاب منظم كما هو الحال في الكتب المتعارفة
الكلاسيكية بل نزلت متفرقة و على فترات مختلفة و قد تكون آيات سورة واحدة قد نزلت
في أوقات متباينة و كان النبي الأكرم صلى الله عليه و آله يوصي بكتابة كلّ آية في
سورة معيّنة، و على هذا الأساس فيمكن أن يكون صدر الآية مورد البحث الذي يتحدّث عن
الأسئلة التي كان المسلمون يسألون النبي الأكرم صلى الله عليه و آله عنها و عن
اللحوم المحرمة قد نزل قبل واقعة الغدير، و بعد مدّة حدثت واقعة الغدير و نزلت
الآية محل البحث و ذكرها كتّاب الوحي بعد آية تحريم اللحوم، ثمّ حدثت مسألة
الاضطرار أو حدث مصداق من مصاديقها و حكم هذا الاضطرار، لذلك نجد أن ذيل الآية
الشريفة يتضمن هذا الحكم الشرعي و قد كتبه كتّاب الوحي بعد الحديث عن واقعة الغدير
المذكور في وسط الآية، و بملاحظة النكتة أعلاه فليس بالضرورة أن يكون هناك
انسجاماً معيناً في سياق الآية الشريفة.
و مع الالتفات
إلى هذه الملاحظة سوف تنحل كثير من الشبهات و الإشكالات المتعلّقة بآيات القرآن
الكريم.
سؤال آخر:
رأينا فيما سبق أن الآية الثالثة من سورة المائدة هي آخر الآيات التي نزلت على
النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، و مع نزول هذه الآية يكون الدين قد كمل و تكون
الشريعة
[1] و الآية المذكورة هي: «حرّمت عليكم الميتة و
الدَّم و لحم الخنزير و ما اهلَّ لغير اللَّه به و المنخنقة و الموقوذة و
المتردِّية و النَّطيحة و ما أكل السَّبع إلّا ما ذكَّيتم و ما ذبح على النُّصب و
أن تستقسموا بالأزلَام ذلكم فسق».
[2] يتحدث في نهاية الآية محل البحث من قوله
تعالى: «فمن اضطرَّ في مخمصة غير متجانف لإثم فإنّ اللَّه غفور رحيم».