responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 29

فلدينا العديد من سور القرآن الكريم التي تدعى‌ بالمكية و كتبت في جميع المصاحف على أنها مكية، بيد أن عدداً من آياتها نزلت في المدينة، و كذا العكس، فعلى‌ سبيل المثال: إن سورة العنكبوت من السور المكية، و الحال أن آياتها العشر الاولى‌ نزلت في المدينة، على‌ ضوء قول الطبري في تفسيره المعروف، و القرطبي في تفسيره و آخرين من العلماء [1].

أو سورة الكهف المعروفة بأنها مكية بينما نزلت آياتها السبع الاولى‌ في المدينة استناداً لتفسير «القرطبي»، و «الاتقان» للسيوطي، و تفاسير عديدة [2].

و هكذا فهنالك سورٌ عُدت بأنها مدنية بينما نزلت آيات منها في مكة، مثل سورة «المجادلة» فهي مدنية كما هو معروف، إلّا أن الآيات العشر الاولى‌ منها نزلت في مكّة، طبقاً لتصريح بعض المفسّرين‌ [3].

و موجز الكلام أنه توجد حالات كثيرة بأن تذكر سورة على‌ أنها مكية أو مدنية، و يكتب عليها في التفاسير و المصاحف هذا الاسم إلّا أن جانباً من آياتها قد نزل في موضع آخر.

و عليه فلا مانع أبداً من أن تكون سورة المعارج هكذا أيضاً.

الإشكال الثاني: جاء في الحديث أن الحارث بن النعمان جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله في الأبطح، و معلوم أن الأبطح اسم لوادي في مكّة، و هذا لا يتلائم مع نزول الآية بعد واقعة الغدير بين مكّة و المدينة.

الجواب: أوّلًا إن عبارة الأبطح وردت في بعض الروايات فقط لا في جميعها.

و ثانياً: إن‌ «الأبطح و البطحاء» تعني الأرض الرملية التي يجري فيها السيل، و هنالك مناطق في المدينة و غيرها يطلق عليها اسم الأبطح أو البطحاء أيضاً، و اللطيف انه قد اشير إليها مراراً في الشعر العربي.


[1] تفسير الطبري: ج 20، ص 86، القرطبي: ج 13، ص 323.

[2] للمزيد من الاطلاع على الموضوع: راجعوا الجزء الأوّل من كتاب الغدير: ص 356 و 257.

[3] تفسير أبي السعود الذي كتب على هامش تفسير الرازي: ج 8، ص 148، و السراج المنير: ج 4، ص 310.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست