و من الواضح
أن مقاتل أهل البيت عليهم السلام كانت على الأغلب في العراق و كربلاء و الكوفة و
المدينة، و ما اريق دمٌ في ابطح مكّة أبداً، نعم إن بعض أهل البيت عليهم السلام
استشهدوا في واقعة «فخ» التي تبعد عن مكّة ما يقرب من
فرسخين، و الحال أنّ الابطح يجاور مكّة.
و شاعرٌ آخر
يرثي الإمام الحسين عليه السلام سيّد الشهداء قائلًا:
و ثمة أشعار
اخرى كثيرة ورد فيها تعبير «الابطح» أو
«الاباطح» لا تعني منطقة خاصة في مكّة.
و ملخّص
الكلام، صحيح أن أحد معاني الابطح هو بقعة في مكّة، إلّا أنّ معنى و مفهوم و
مصداق الابطح لا ينحصر بتلك البقعة.
3- كيفية
ارتباط هذه الآية بما قبلها و بعدها
إن بعض
المفسّرين و من أجل مجانبة الحقيقة الكامنة في هذه الآية توسّل بمبرر آخر
[1] اسمه «سعد بن محمّد بن سعد بن صيفي التميمي»
و يلقّب ب «شهاب الدين» و مشهور بلقب «حيص بيص»، و كان من فقهاء الشافعية و له
معرفة واسعة بالعلوم و لكنه كان أعلم بالشعر و البلاغة، أما السبب في شهرته بلقب
«حيص بيص» فقد ذكروا أن الناس كانوا في عسر و ضيق فقال: ما للناس في حيص و بيص؟
فعرف بهذه الكلمة، توفي عام 554 أو 574 أو 577 ه. ق، و دفن في مقابر قريش. (ريحانة
الأدب: ج 2، ص 97).